كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



863- الحَدِيث الثَّامِن عشر:
فِي الحَدِيث: «من سبقت عينه اسْتِئْذَانه فقد دمر».
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا بكر بن سهل الدمياطي حَدثنَا عبد الله ابْن صَالح حَدثنِي مُعَاوِيَة بن صَالح عَن السّفر بن بشير عَن يزِيد بن شُرَيْح الْحَضْرَمِيّ عَن أبي أُمَامَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من أَدخل عينه فِي بَيت بِغَيْر إِذن أَهله فقد دمر وَمن صَلَّى بِقوم فَخص نَفسه بِدَعْوَى فقد خَانَهُمْ». انتهى.
وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث حَدثنَا عَلّي بن أَحْمد حَدثنَا يزِيد ابْن هَارُون عَن أصبغ بن يزِيد حَدثنِي مَنْصُور عَن ثَوْر بن يزِيد عَن يزِيد ابْن شُرَيْح عَن أبي حَيّ الْمُؤَذّن عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «لَا يحل لمُسلم أَن ينظر فِي بَيت حَتَّى يسْتَأْذن فَإِن فعل فقد دمر». انتهى.
وَرَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب التَّرْغِيب والترهيب عَن يزِيد بن هَارُون بِهِ.
وَرَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي غَرِيبه حَدثنِي هشيم عَن عَوْف عَن الْحسن قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «من اطلع فِي بَيت قوم بِغَيْر إذْنهمْ فقد دمر». انتهى.
ثمَّ قَالَ قَالَ الْكسَائي دمر يَعْنِي دخل قَالَ أَبُو عبيد والدمور أَن يدْخل عَلَيْهِم بِغَيْر إِذن فَإِن دخل بِإِذن فَلَيْسَ بدمور. انتهى.
وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ يُقَال دمر يدمر دُمُورًا إِذا دخل بِغَيْر إِذن. انتهى.
وَدَمرَ بِالتَّشْدِيدِ أَي أهلك. انتهى.
864- الحَدِيث التَّاسِع عشر:
رُوِيَ أَن رجلا قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَأَسْتَأْذِنُ عَلَى أُمِّي قَالَ: «نعم قَالَ إِنَّهَا لَيْسَ لَهَا خَادِم غَيْرِي أَأَسْتَأْذِنُ عَلَيْهَا كلما دخلت فَقَالَ أَتُحِبُّ أَن ترَاهَا عُرْيَانَة قَالَ لَا قَالَ فَاسْتَأْذن».
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي الْمَرَاسِيل من حَدِيث عَطاء بن يسَار أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَهُ رجل فَقَالَ: «يَا رَسُول الله أَسْتَأْذن عَلَى أُمِّي قَالَ نعم فَقَالَ الرجل إِنِّي مَعهَا فِي الْبَيْت فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام اسْتَأْذن عَلَيْهَا قَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي خَادِمهَا قَالَ أَتُحِبُّ أَن ترَاهَا عُرْيَانَة قَالَ لَا قَالَ فَاسْتَأْذن». انتهى.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مَالك فِي موطئِهِ عَن صَفْوَان بن سليم عَن عَطاء بن يسَار... فَذكره.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا الْقَاسِم حَدثنَا الْحُسَيْن حَدثنِي حجاج عَن ابْن جريج أَخْبرنِي زِيَاد أَن صَفْوَان أخبرهُ عَن عَطاء بن يسَار أَن رجلا قَالَ... إِلَى آخِره.
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي النِّكَاح حَدثنَا ابْن عُيَيْنَة عَن زيد بن أسلم أَن رجلا قَالَ... الحَدِيث.
865- قَوْله رُوِيَ أَن أَبَا بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ يَا رَسُول قد أنزل الله عَلَيْك آيَة فِي الاسْتِئْذَان وَإِنَّا نَخْتَلِف فِي تِجَارَتِنَا فَنَنْزِل هَذِه الْخَانَات أَفلا ندْخلهَا...............
بِأَزْوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم......... انْتَهَى.
وَلم أجد هَذَا الْكَلَام فِي سنَن أَبُو أبي دَاوُد فَإِن صَحَّ فَيُعَكر عَلَيْهِ مَا فِي الصَّحِيح أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل ينظر إِلَى الْحَبَشَة وهم يَلْعَبُونَ بِحِرَابِهِمْ يَوْم الْعِيد فِي الْمَسْجِد وَعَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ تنظر إِلَيْهِم من وَرَائه وَهُوَ يَسْتُرهَا مِنْهُم حَتَّى ملت وَرجعت.
وَاسْتدلَّ ابْن حبَان فِي صَحِيحه بِحَدِيث أم سَلمَة عَلَى تَحْرِيم نظر الْمَرْأَة إِلَى الرِّجَال الْأَجَانِب مُطلقًا وَبِه قَالَ جمَاعَة من الْعلمَاء وَيُعَكر عَلَيْهِم حَدِيث عَائِشَة الْمَذْكُور وَحَدِيث فَاطِمَة بنت قيس فِي مُسلم أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: «اعْتَدَى فِي بَيت ابْن أم مَكْتُوم فَإِنَّهُ رجل أَعْمَى تَضَعِينَ ثِيَابك عِنْده» وَفِي لفظ «فَإنَّك إِذا وضعت خِمَارك لم يَرك» وَفِي لفظ «اعْتدي فِي بَيت ابْن عمك ابْن أم مَكْتُوم فَإِنَّهُ ضَرِير الْبَصَر تلقين ثَوْبك عِنْده» الحَدِيث.
وَذكره أَيْضا فِي أول حَدِيث الْجَسَّاسَة انْتَقِلِي إِلَى ابْن عمك عبد الله بن عَمْرو بن أم مَكْتُوم وَقد ورد أَن الَّتِي كَانَت مَعَ أم سَلمَة زَيْنَب رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا يَحْيَى بن آدم حَدثنَا منْدَل عَن يُونُس حَدثنِي الزُّهْرِيّ عَن نَبهَان مولَى أم سَلمَة عَن أم سَلمَة قَالَت اسْتَأْذن ابْن أم مَكْتُوم عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنا وَزَيْنَب عِنْده فَقَالَ «قوما فاحتجبا فَقلت يَا رَسُول الله إِنَّه أَعْمَى لَا يُبصرنَا قَالَ إِن كَانَ لَا يبصركن فَإِنَّكُنَّ تبصرنه». انتهى.
وَيُمكن أَن تَكُونَا وَاقِعَتَيْنِ أَو يكون الْخطاب وَقع لاثْنَتَيْنِ وَكَانُوا ثَلَاثَة بِدَلِيل قَوْله «فَإِنَّكُنَّ تبصرنه».
867- قَوْله عَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ قَالَت مَا رَأَيْت نسَاء خيرا من نسَاء الْأَنْصَار لما نزلت هَذِه الْآيَة يَعْنِي قَوْله تَعَالَى: {وَليَضْرِبن بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ} قَامَت كل وَاحِدَة مِنْهُنَّ إِلَى مرْطهَا الْمرجل فَصَعدت مِنْهُ صدعة فَاخْتَمَرت فَأَصْبَحْنَ عَلَى رؤوسهن الْغرْبَان.
قلت رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره حَدثنَا أبي حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله بن يُونُس حَدثنِي مُسلم بن خَالِد الزنْجِي حَدثنَا عبد الله بن عُثْمَان بن خَيْثَم عَن صَفِيَّة بنت شيبَة قَالَت بَيْنَمَا نَحن عِنْد عَائِشَة فَذَكرنَا نسَاء قُرَيْش وَفَضْلهنَّ فَقَالَت عَائِشَة إِن لِنسَاء قُرَيْش فضلا وَإِنِّي وَالله مَا رَأَيْت أفضل من نسَاء الْأَنْصَار وَلَا أَشد تَصْدِيقًا بِكِتَاب الله وإيمانا بِهِ لقد أنزلت سُورَة النُّور وَليَضْرِبن بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ فَانْقَلَبَ رِجَالهنَّ يَتلون عَلَيْهِنَّ مَا أنزل يَتْلُو الرجل عَلَى زَوجته وَابْنَته وَأُخْته وَذَوي قرَابَته قَالَت فَمَا مِنْهُنَّ امْرَأَة إِلَّا قَامَت إِلَّا مرْطهَا الْمرجل فَاعْتَجَرَتْ بِهِ تَصْدِيقًا وإيمانا فَأَصْبَحْنَ وَرَاء رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْح مُعْتَجِرَات وَكَأن عَلَى رؤوسهن الْغرْبَان. انتهى.
وَرَوَاهُ ابْن مَرْوُدَيْهِ فِي تَفْسِيره حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عِيسَى حَدثنَا أَحْمد ابْن مهْدي حَدثنَا سعيد بن أبي مَرْيَم حَدثنَا دَاوُد بن عبد الرَّحْمَن حَدثنِي عبد الله بن عُثْمَان بِهِ.
وَرَوَاهُ أَيْضا حَدثنَا عبد الله بن جَعْفَر حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن سِنَان حَدثنَا أُميَّة بن بسطَام حَدثنَا يزِيد بن زُرَيْع حَدثنَا روح بن الْقَاسِم عَن عبد الله بن عُثْمَان بِهِ.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي اللبَاس مُخْتَصرا من حَدِيث قُرَّة بن عبد الرَّحْمَن ابْن حَيْوِيل عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت يرحم الله نسَاء الْمُهَاجِرَات الأول لما أنزل الله وَليَضْرِبن بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ شققْنَ عَلَى مُرُوطهنَّ فَاخْتَمَرْنَ بهَا. انتهى.
وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي التَّفْسِير مُعَلّقا وَلَفظه قَالَ أَحْمد بن شبيب حَدثنَا أبي عَن يُونُس قَالَ ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة... فَذكره.
وَالطِّيبِي عزاهُ للْبُخَارِيّ وَالْمُنْذِرِي فِي مُخْتَصره لم يعزه وَكِلَاهُمَا غير فَإِن الطَّيِّبِيّ أطلق الْعزو وَالْمُنْذِرِي من عَادَته أَن يَعْزُو الْأَحَادِيث الْمُعَلقَة.
868- قَوْله عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَنَّهَا أَبَاحَتْ النّظر لِعَبْدِهَا إِلَيْهَا وَقَالَت لذكوان إِنَّك إِذا وَضَعتنِي فِي الْقَبْر فَأَنت حر.
قلت رَوَى عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْجَنَائِز أخبرنَا ابْن جريج أَخْبرنِي ابْن أبي مليكَة أَن عَائِشَة قَالَت إِذا غيبني أَبُو عَمْرو ودلاني فِي حفرتي فَهُوَ حر. انتهى.
وَقَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات قَالَ الْوَاقِدِيّ ذكْوَان أَبُو عَمْرو مولَى عَائِشَة وَكَانَت قد دَبرته وَقَالَت لَهُ إِذا واريتني فَأَنت حر مَاتَ ليَالِي الْحرَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ فِي خلَافَة يزِيد بن مُعَاوِيَة وَقَالَ فِي تَرْجَمَة عَائِشَة أخبرنَا أنس بن عِيَاض عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه أَن عَائِشَة قَالَت إِذا كفنت وحنطت ودلاني ذكْوَان فِي حفرتي فَهُوَ حر. انتهى.
وَأما كَون عَائِشَة أَبَاحَتْ نظر عَبدهَا إِلَيْهَا فَيشْهد لَهُ مَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه من حَدِيث أبي مُعَاوِيَة عَن عَمْرو بن مَيْمُون بن مهْرَان عَن سُلَيْمَان بن يسَار قَالَ اسْتَأْذَنت عَلَى عَائِشَة فَقَالَت من هَذَا قلت سُلَيْمَان قَالَت كم بَقِي عَلَيْك من مُكَاتَبَتك قلت عشرَة أَوَاقٍ قَالَت ادخل فَإنَّك عبد مَا بَقِي عَلَيْك دِرْهَم.
869- قَوْله عَن سعيد بن الْمسيب مثل مَا قَالَت عَائِشَة ثمَّ رَجَعَ وَقَالَ لَا يَغُرنكُمْ سُورَة النُّور فَإِن المُرَاد بهَا الْإِمَاء.
قلت رَوَى ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي النِّكَاح حَدثنَا أَبُو أُسَامَة حَدثنَا يُونُس ابْن أبي إِسْحَاق عَن طَارق عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ لَا يَغُرنكُمْ الْآيَة إِلَّا مَا ملكت أَيْمَانكُم إِنَّمَا عَنى بِهِ الْإِمَاء دون العبيد. انتهى.
870- قَوْله عَن مَيْسُونُ بنت بَحْدَل الْكلابِيَّة أَن مُعَاوِيَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه دخل عَلَيْهَا وَمَعَهَا خصي فَتَقَنَّعت مِنْهُ فَقَالَ إِنَّه خصي فَقَالَت يَا مُعَاوِيَة أَتَرَى أَن الْمثلَة بِهِ يحل مَا حرمه الله تَعَالَى.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي المؤتلف والمختلف مَيْسُونُ بنت بَحْدَل الْكَلْبِيَّة أم يزِيد بن مُعَاوِيَة.
871- الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ:
أَنه أهْدَى لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خصي فَقبله.
ثمَّ اسْتَضْعَفَهُ المُصَنّف وَقَالَ لَا يقبل فِيمَا تعم بِهِ الْبَلْوَى إِلَّا حَدِيث مَكْشُوف وَإِن صَحَّ فَلَعَلَّهُ قبله لِيعْتِقَهُ أَو غير ذَلِك.
قلت فِي عُيُون الْأَثر لأبي الْفَتْح الْيَعْمرِي وَأهْدَى الْمُقَوْقس للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَارِيَة وَسِيرِين وَألف مِثْقَال ذهب وَعشْرين ثوبا من قَبَاطِي مصر وَالْبَغْلَة الشَّهْبَاء دُلْدُل وَحِمَارًا أَشهب يُقَال لَهُ يَعْفُور وَخَصِيًّا يُقَال لَهُ مَأْبُور وَعَسَلًا من عسل بنها فأعجب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعا فِي عسل بنها بِالْبركَةِ. انتهى.
وَقَالَ السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف وَأهْدَى الْمُقَوْقس للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَارِيَة الْقبْطِيَّة وَأُخْتهَا سِيرِين وَغُلَامًا خَصيا اسْمه مَأْبُور وَبغلة تسمى دُلْدُل وَقَدحًا من قَوَارِير كَانَ رَسُول الله يشرب فِيهِ. انتهى.
وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر هُوَ الْوَاقِدِيّ حَدثنَا يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن أبي صعصعة عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي صعصعة قَالَ أهْدَى الْمُقَوْقس صَاحب الْإسْكَنْدَريَّة إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سنة سبع من الْهِجْرَة بمارية وَأُخْتهَا سِيرِين وَألف مِثْقَال من الذَّهَب وَعشْرين ثوبا وَبغلته الدلْدل وَحِمَاره عفير وَيُقَال يَعْفُور وَخصي يُقَال لَهُ مَأْبُور وَهُوَ أَخُو مَارِيَة بعث ذَلِك كُله مَعَ حَاطِب بن أبي بلتعة فَعرض حَاطِب بن أبي بلتعة عَلَى مَارِيَة الْإِسْلَام ورغبها فِيهِ فَأسْلمت وَأسْلمت أُخْتهَا وَأقَام الْخصي عَلَى دينه حَتَّى أسلم بِالْمَدِينَةِ بعد فِي عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. انتهى.
872- الحَدِيث الثَّانِي وَالْعشْرُونَ:
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ «اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من العيمة والغيمة وَالْأَيمَة والكزم وَالْقَرْمُ».
873- الحَدِيث الثَّالِث وَالْعشْرُونَ:
قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «من أحب فِطْرَتِي فَليَسْتَنَّ بِسنتي يَعْنِي النِّكَاح».
قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي كتاب النِّكَاح حَدثنَا ابْن جريج أَخْبرنِي إِبْرَاهِيم بن ميسرَة أَنه سمع عبيد بن سعد يَقُول قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب فِطْرَتِي فَليَسْتَنَّ بِسنتي وَمن سنتي النِّكَاح». انتهى.
وَفِي لفظ «وَمن اسْتنَّ سنتي فَهُوَ مني وَمن سُنَنِي النِّكَاح».
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا زُهَيْر حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن إِبْرَاهِيم بن ميسرَة بِهِ بِلَفْظ عبد الرَّزَّاق الأول.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه وَفِي الْمعرفَة قَالَ وَهُوَ مُرْسل وَقد رُوِيَ عَن أبي حرَّة عَن الْحسن عَن أبي هُرَيْرَة... انتهى.
قلت هَكَذَا رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن أبي حرَّة وَاصل بن عبد الرَّحْمَن عَن الْحسن عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب فِطْرَتِي فَليَسْتَنَّ بِسنتي وَإِن من سنتي النِّكَاح». انتهى.
وَأسْندَ إِلَى ابْن معِين أَنه قَالَ فِي أبي حرَّة صَالح إِلَّا أَن فِي حَدِيثه عَن الْحسن ضعفا يَقُولُونَ لم يسمعهُ من الْحسن قَالَ ابْن عدي وَلم أجد فِي حَدِيثه حَدِيثا مُنْكرا. انتهى.
874- الحَدِيث الرَّابِع وَالْعشْرُونَ:
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «من كَانَ لَهُ مَا يتَزَوَّج بِهِ فَلم يتَزَوَّج فَلَيْسَ منا».
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي الْمَرَاسِيل وَالنَّسَائِيّ فِي الكنى وَفِيه عَن أبي الْمُغلس عُمَيْر ثمَّ قَالَ وَيَحْيَى بن معِين يَقُول إِنَّه اسْمه مَيْمُون من حَدِيث ابْن جريج عَن أبي الْمُغلس عَن أبي نجيح السّلمِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «من كَانَ مُوسِرًا لِأَن ينْكح فَلم ينْكح فَلَيْسَ منا». انتهى.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَعبد الرَّزَّاق فِي مصنفيهما.
وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأحمد والدارمي وَإِسْحَاق.
ابْن رَاهَوَيْه فِي مسانيدهم قَالَ الطَّبَرَانِيّ وَلَيْسَ أَبُو نجيح هَذَا عَمْرو بن عَنْبَسَة.
قَالَ ابْن رَاهَوَيْه وَقد رَوَى هَذَا الحَدِيث بَعضهم عَن ابْن جريج عَن أبي الْمُغلس عَن أبي نجيح عَمْرو بن عَنْبَسَة قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول... فَذكره وَخَالف بَعضهم فَقَالَ لَيْسَ أَبُو نجيح هَذَا بِعَمْرو بن عَنْبَسَة قَالَ إِسْحَاق وَصَدقُوا. انتهى. كَلَامه.
قلت رَوَاهُ كَذَلِك الْحَارِث بن أبي أُسَامَة فِي مُسْنده فَقَالَ حَدثنَا الحكم بن مُوسَى حَدثنَا الْوَلِيد بن مُسلم حَدثنَا ابْن جريج حَدثنِي أَبُو الْمُغلس سَمِعت أَبَا نجيح السّلمِيّ يَقُول سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول «من قدر عَلَى أَن ينْكح فَلم ينْكح فَلَيْسَ منا». انتهى.
فَصرحَ أَبُو نجيح فِيهِ بِالسَّمَاعِ.
وَكلهمْ رَوَوْهُ بِلَفْظ أبي دَاوُد مَا خلا الثَّعْلَبِيّ فَإِنَّهُ رَوَاهُ بِهَذَا الْإِسْنَاد بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء.